مساق: حتى الحقائق قد تكذب أحيانا.. دليلك العملي للتثبت منها!

في ليلة دامية من أكتوبر 2023، اهتز العالم على وقع مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، حيث قُتل قرابة 500 مدني. ومنذ اللحظات الأولى للحادثة، اتهمت إسرائيل المقاومة الفلسطينية بارتكاب هذه المجزرة وروّجت لهذه الرواية عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية.
في اللحظات الأولى للحادثة أيضا، أجرى فريق "سند" للتحقق التابع لشبكة الجزيرة الإعلامية، تحقيقًا دقيقًا؛ اعتمد على تحليل الفيديوهات، والأصوات، وصور الأقمار الصناعية، وتوقيتات البث، وتوصلنا إلى أن الصاروخ أُطلق من طائرة إسرائيلية. 
لاحقًا، أكدت كبرى الصحف العالمية –كنيويورك تايمز ولوموند الفرنسية- ما خلص إليه تحقيقنا.

لم يكن التثبت من الحقائق أكثر أهمية في الصحافة من الآن. فماذا نعني بهذا المصطلح؟ وما أهمّيته؟ وما دور المتثبّت من الحقائق في مكافحة المعلومات المضللة والكاذبة؟ وكيف يمكن للصحفيين حماية أنفسهم من التلاعب؟  

ممارسة الصحافة في عصر المعلومات المضللة أمر صعب للغاية، فجوهر الصحافة على المحك: وهو إظهار الحقيقة. وهذا هو جوهر التثبت من الحقائق.
إنه التأكد من قدرتك على تقييم ما إذا كان الشيء صحيحًا أم لا.
يتعلق الأمر بأن تكون شفافًا قدر الإمكان دون تعريض مصادرك للخطر، والتحقق من المعلومات وتوثيقها، ووضع المحتوى في سياقه.
كل هذا ضروري لأي شخص يحارب المعلومات المضللة.

التقارير الصحفية في عصر المعلومات المضللة أمر صعب، لكن عليك التأكد من عدم إعطاء الشائعات أو المحتوى المضلل مساحة إضافية.
عليك أن تتخذ إجراءات ملموسة لمواجهتها، وأن تتعلم ما يجب أن تسأل نفسك لتتمكن من تقديم تقارير صحفية أخلاقية وفعّالة.
التثبت من الحقائق هو أساس الصحافة الجيدة. وهذا ما سنتدرب عليه في مساقنا الرابع.