محاضرة: المونتاج الاحترافي

في هذه المحاضرة سيتعرف المتابع على العوامل الرئيسية التي تؤثر على خيارات المحرر، وأهم المراحل التي تمر بها عملية المونتاج الاحترافي.. بدءا بمرحلة الرقمنة والنسخ، ومرورا بمرحلة المونتاج الأولي، وانتهاء بمرحلة الاعتماد النهائي والتصدير.

وسيتمكن المتابع من تنظيم المادة خارج وداخل المشروع.. وتطبيق أهم النصائح التي ينبغي للمحرر المحترف أن يعتني بها أثناء عمله.

بداية دعونا نطرح السؤال التالي: ما هو المونتاج؟

كثيرة هي الأقوال المخلدة عن أهمية المونتاج في الصناعة السينمائية: فالمخرج الروسي بودوفكين قال: إن الفن السينمائي لا يبدأ إلا في غرفة المونتاج

ويقال أيضا إن المونتاج هو فن الاختيار: فهو قادر على تغيير حبكة الفيلم وإعادة صياغته والتلاعب في الزمن، وإضفاء المعاني الضمنية، والتحكم في الإيقاع.. سواء كان ذلك الإيقاع سريعا أو بطيئا.

مخرجون من أمثال ويلز وجودارد كانوا في نهاية حياتهم يقضون أسابيع وشهورا داخل غرفة المونتاج قبل أن يخرجوا أفلامهم للعرض.

ونحن الآن في زمن المونتاج الرقمي، تغير أسلوب المونتاج بشكل جذري، وأصبح لمحرر الفيديو إمكانيات لا محدودة للتجريب، وبرامج وتطبيقات تعددت أدواتها وخدماتها الاحترافية.

سنركز في هذه المحاضرة على ما يجب أن يستحضره كل شغوف بفن المونتاج، وكل مشتغل بهذه المهنة. ليصل إلى مستوى الاحتراف. سأختار لكم من التعاريف ما يقربنا إلى طبيعة المونتاج من حيث العمليات والمراحل. فبحسب مارسل مارتين.

“Le montage est l'organisation des plans d'un film dans certaines conditions d'ordre et de durée”

بمعنى أنه فن اختيار اللقطات وترتيب المشاهد المصورة وتنسيقها ضمن تتابع زمني مدروس، بحيث تتحول إلى رسالة مترابطة وجذابة ومحددة المعنى.

وبمعنى آخر فالمونتاج هو تنظيم للقطات الفيلم من خلال اختيارها أولا، ومن خلال ضبط مدتها وترتيبها بهدف بناء رسالة مباشرة أو غير مباشرة. إذن بالاعتماد على هذا التعريف؛ فما هي العوامل الرئيسية التي تؤثر في خيارات محرر الفيديو وفي أسلوبه ونتائج عمله.  

أول عامل مؤثر هو نوعية الفيلم هل هو دعائي – وثائقي – تقرير تلفزيوني – فيلم سينمائي مقطع خاص بشبكات التواصل الاجتماعي أو غير ذلك …؟

فأسلوب عملك وطريقة تفكيرك لتحفيز جانبك الإبداعي وإنتاجيتك ينبغي أن تراعي فيه نوعية الفيلم الذي تعده.. لنضرب مثال على ذلك:

هب أنك تعمل الآن على فيلم وثائقي مدته 52 دقيقة، وفي نفس الوقت أنت تحرر تقريرا تلفزيونيا. ما الذي يجب أن تستحضره من معطيات تؤثر في خياراتك وأسلوب عملك؟

في الفيلم الوثائقي لشخصية أو أحداث معينة، تبنى الحبكة في غرفة المونتاج، تبدأ بهيكلة القصة بشكل أولي من خلال المقابلات الرئيسية، أو تسلسل أهم الأحداث، ثم تبدأ في التلاعب بالزمن والشخصيات والأحداث الثانوية بما يخدم الحبكة، وقد تحتاج منك كثيرا من الوقت لتجرب وتناقش مع المخرج أو من سيكون معك في غرفة المونتاج، حتى تصوغ المشهد بأسلوب فني إبداعي.

أما في التقرير التلفزيوني فإن دور محرر الفيديو يكون محدودا جدا، إذ يحرص على ألا تكون هناك مشاكل تقنية في المونتاج، وأن يتجاوب مع الصحفي الذي أعد التقرير بشكل سريع في تجميع المادة والعمل عليها حتى تكون جاهزة قبل موعد البث. إذن لا يمكن أن نقارن بين محرر يعمل على فيلم وثائقي، وآخر يشتغل على تقرير تلفزيوني، فالأول يحتاج إلى روح إبداعية وتمكن من لغة المونتاج، وخيال واسع وإحساس عال، واستعداد نفسي للتجريب وإعادة التجريب، حتى تصبح مشاهد الفيلم محبوكة بطريقة فنية عالية، والثاني يحتاج إلى القدرة على العمل تحت الضغط والتجاوب السريع مع معد التقرير وسرعة الأداء والإنجاز.

العامل الثاني من العوامل المؤثرة في خيارات محرر الفيديو هو الإطار الزمني ونعني به الوقت المحدد لتسليم الفيلم من جهة، ومدة الفلم من جهة ثانية. لنأخذ محررا يعمل على نفس الفيلم، ولكن بغلاف زمني مختلف.. يعمل في المرة الأولى وفق ضغط عامل الزمن وضرورة تسليم الفيلم في فترة وجيزة، ويعمل مرة أخرى على نفس الفلم ولكن دون ضغط. هنا يمكننا القول دون تردد إنه كلما أعطيت للمونتاج وقتا معقولا، كلما ارتفعت جودة الفيلم، والحقيقة أنه في أغلب الفيديوهات، والمواد الفيلمية، ما عدا بعض الأعمال كالتقارير التلفزيونية، يستغرق المونتاج مدة تضاعف المدة التي استغرقتها مرحلة الإعداد والتصوير على الأقل.

لذا ففي الأفلام التي تحتاج إلى لمسة إبداعية وحبكة درامية، ولغة سينمائية عميقة، يعد الغلاف الزمني المخصص للمونتاج مهما جدا.. فلا تستعجل ولا تترك المنتج والمخرج يؤثران بشكل سلبي على جودة عملك من خلال الضغط عليك بعامل الوقت، وحملهما المسؤولية واشرح لهما إن كانا مستعجلين، أن السرعة تقتل العمل الإبداعي.

من العوامل أيضا التي تؤثر على خيارات محرر الفيديو أيضا هوية المخرج.. هل محرر الفيديو هو من يحدد خيارته، أم هناك مخرج مسؤول عن تحديد تلك الخيارات؟

بحسب تجربتي الشخصية وما أعرفه من أصدقاء المهنة.. فمعرفة الذات مهمة هنا، هل أنت ممن يحب أن يترك له العمل بعد توضيح المطلوب ومراجعته، أم تحب أن تبقى على تواصل دائم مع المخرج في غرفة المونتاج لتلاقح الأفكار التي تستثير الحس الإبداعي، المهم أن تضع نفسك في الخيار الذي يريحك، ففي الأخير أنت مسؤول على النتيجة وليس عن طريقة العمل.

من المؤثرات كذلك ما يتعلق بصاحب العمل.. هل تعمل لنفسك مثلا، أم تعمل لمؤسسة أو لشخص آخر؟ فإذا كنت تعمل بشركة أو لشخص فمن المؤكد أنك ستحتاج إلى قدراتك التواصلية في إقناعه بوجهة نظرك والدفاع عنها بذكاء، وستحتاج إلى أن تكون منضبطا أكثر ومستمعا جيدا، ومتعاونا.. هذا سيسهل عليك طريقة التعاطي مع الطرف الآخر، وسيوقظ الحس الإبداعي لديك. أما إن كنت تعمل لنفسك ففي الغالب ستحتاج إلى مهارة التركيز والتنظيم والشغف بما تشتغل عليه، فقد تجلس لساعات طوال وستكرر ذلك لأيام بل أسابيع، فاعتن بمكان عملك وكافئ نفسك بفترات راحة تستعيد بعدها حيويتك..

لدينا عامل مؤثر آخر وهو الهوية المؤسسية أو هوية البرنامج المصور.. ونعني بها المعايير المعتمدة داخل المؤسسة صاحبة الفيلم أو معايير البرنامج المصور، يجب عليك كمحرر فيديو أن تقيد نفسك بتلك المعايير، وفي بعض المرات يكون هناك تقييد في طريقة المونتاج، ووتيرة وأسلوب القطع والانتقال من لقطة إلى أخرى، ونوع الموسيقى وطريقة الميكساج.


العامل الأخير الذي أستحضره من العوامل المؤثرة في خيارات محرر الفيديو، هو الجمهور المستهدف وما تريد أن تحققه من خلال الفيلم الذي تعده.. هل تريد إخبار الجمهور المستهدف بمعلومة ما، أم تريد التأثير فيه؟ وكيف تريد أن تمرر الرسالة إلى الجمهور؟ الفهم الجيد لطبيعة الجمهور المستهدف ونوعية الرسالة التي تريد أن يتلقاها، سيساعدانك على تحديد الطريقة التي ستحقق من خلالها غايتك، وتوصل بها رسالتك، سواء كنت تعمل لأجل الإخبار أو التأثير.

نصائح وإرشادات لمختلف مراحل المونتاج الاحترافي:  

نظرا لتعدد الأجناس الفيلمية سأركز هنا على تحرير الأفلام الوثائقية وما يقترب منها من باقي الأجناس الفيلمية، وسأعطي بعض الأمثلة وأقارن بينها وبين بقية الأجناس.

  • مرحلة الرقمنة والنسخ

بعد تسلمك للمادة يجب أن تحرص على أن تكون مادتك الخام مصنفة ومبوبة، بحسب ما سيخدم الفيلم، وكلما كانت مادتك منسوخة في مكان واحد، كلما تجنبت مشاكل الربط والتجميع بعد ذلك، فإن كنت ستنزل أي مادة على جهازك.. احرص على أن تكون في مكان وملف واحد.

الاطلاع على المادة والتأكد من التصنيف ضروري، وهذا يحتاج منك أن تشاهد المادة بشكل سريع لتصنيفها بشكل مناسب.

بعد مراجعة المادة وبتنسيق مع المخرج أو الصحفي أو إن كنت أنت صاحب العمل سيتبين لك أنك ستحتاج إلى البحث عن المعادلات البصرية الضرورية وتجميعها من وكالات الأنباء ومكتبات الصور والفيديو على شبكة الانترنت مثل شاتر ستوك (Shutter stock) وغيتي إيمج (Getty images)

وستحرص أن تحفظها باسم يناسب موضوع فيلمك، وكذلك يجب أن توزع المحتوى على ملفات محددة ومضبوطة بحسب الموضوع والنوع، ولا تنس أن تحرص في هذه المرحلة على استخدام الصور والفيديوهات غير المحمية بحقوق النشر، أو تدفع مقابل الاستخدام، أو تتواصل مع صاحب حقوق الملف (الصورة - الصوت - الفيديو) وتستأذن منه وتوثق الإذن.

 

مرحلة التنظيم:
وتنقسم إلى قسمين

  • أولاً التنظيم خارج المشروع:

وتتم هذه المرحلة بعد مرحلة التصنيف السابقة، حيث سيكون عليك أن تراجع المادة مراجعة دقيقة، وأن تكون أكثر تفصيلا وتركيزا، ولا تنس أن كل دقيقة توظفها في مرحلة التنظيم، ستكسب من ورائها دقائق كثيرة، كانت ستضيع منك أثناء البحث لاحقا، وقد تؤثر على مستوى المونتاج الإبداعي.

لنأخذ المثال التالي:

أنت كمحرر فيديو قمت مثلا بتصنيف المشروع بالطريقة الظاهرة:

  1. المقابلات، وأرقامها، وتصنيفها على حسب الشخصيات وحجم الكاميرا والزاوية
  2. ملف خاص بالتعليق الصوتي
  3. ملف خاص بالموسيقى
  4. ملف خاص بالمؤثرات الصوتية
  5. ملف خاص بالمقاطع واللقطات الرئيسية
  6. الجرافيك بتصنيفاته المختلفة
  7. المواد الأرشيفية بحسب المواضيع

في هذه المرحلة أنت صاحب الخيار والقرار.. فكر مليا كيف سيفيدك ذلك في البحث أثناء الاختيار في عملية المونتاج، وستجد أفضل طريقة للتصنيف والتبويب.

  • ثانيا التنظيم داخل المشروع:

يتجاهل الكثيرون هذه المرحلة لكسب الوقت.. أما نحن فباستثناء محرر الفيديو الذي يعمل تحت ضغط عامل الوقت، نرى أن أي محرر لديه ما يكفي من الوقت لإعداد الفيلم الذي يعمل عليه، يجب أن يقوم بتنظيم المواد بشكل يستخدم فيه الوسوم والكلمات المفتاحية، وأن يقوم بإضافة وصف لبعض اللقطات، ويستفيد من الخيارات التي يتيحها البرنامج:

فأنت هنا عزيزي المونتير قد تصنف المواد بحسب الوقت أو بحسب الزاوية أو وزمن التصوير أو الشخصيات.. إلى غير ذلك. وقد تصف بناء على الإحساس أو المضمون، واستخدامك للكلمات المفتاحية يساعدك في الوصول إلى اللقطة عند الحاجة، لنفترض مثلا أنه لديك خمسون لقطة مصورة بشكل فني لا عيب فيها، وبدأت المونتاج.. كيف تستطيع الوصول إلى لقطة كنت قد شاهدتها من قبل؟ كيف ستحدد اللقطة التي تريدها من بين 50 لقطة تتشارك وصفا واحدا؟

الوسم وإعطاء عنوان لكل لقطة هو سبيلك الوحيد لذلك، وهو الطريقة الأمثل لكسب الوقت أثناء المونتاج، لأنك تعرف كل اللقطات التي تريد استخدامها، وتسطيع الوصول إليها عند الحاجة بأسرع وقت ممكن.. أما إن لم تقم بهذا الإجراء، فستتوه أثناء المونتاج بين عدد هائل من اللقطات، وقد تتسرع أحيانا فتستعمل اللقطة الخطأ، لتعذر وصولك إلى اللقطة التي تريد.

  • مرحلة التجميع والنسخ:

هذه المرحلة أيضا يتجاوزها الكثيرون للأسف، ما يدفعهم إلى إعادة مشاهدة المقابلة والاستماع إليها في كل مرة لكي يختار منها المقطع المناسب، لهذا ننصح صانع الأفلام وبالأخص الأفلام الوثائقية، عند التعامل مع المقابلات، بأن يجري تفريغا نصيا لها، ومن خلال النص سيكون من السهل عليه تحديد المقاطع التي ستشكل بنية المقابلات داخل الفيلم.

  • مرحلة التجميع والمشاهدة:

في هذه المرحلة من الأفضل أن يكون لديك سيناريو أو "ستوري بورد" أو مخطط أولي للمونتاج

يستند إلى القصة التي تريد سردها، وإلى رؤيتك الفنية التي ستميز حبكتك ومعالجتك الفنية في مرحلة المونتاج، إذا وضعت سيناريو واضحا ستكون خياراتك موجهة بشكل واع، وستكون قادرا على تعليل اختيار كل لقطة وترتيب اللقطات وتجميع السلسلة البصرية. سيكون التجميع في  "سيكونس" واحد وهو ما يسمى "بالرافكات"

بمرورك بهذه المرحلة ستختار توالي اللقطات والمشاهد بما يخدم المنتج النهائي وتحدد مع نفسك كيف سيكون أسلوب المونتاج هل هو مونتاج كرونولوجي – أو بالتوازي – أو مونتاج نفسي لهذا فنصيحتي أن تأخذ وقتك أثناء المونتاج لكي تختار اللقطات المناسبة، بعد ذلك ستضيف اللقطات المرافقة للمقابلات أو اللقطات المرافقة للتسجيل الصوتي.

  • مرحلة التدقيق النهائي للمونتاج:

حين تصل إلى هذه المرحلة فهذا يعني أنك قد رتبت اللقطات والمشاهد، وأصبحت قصتك متماسكة ومحبوكة.. كل لقطة في مكانها، ستعمل الآن على تدقيق مدة كل لقطة بحيث تحرص على التوازن في طول اللقطات بما يخدم قراءة اللقطة وما يخدم الإيقاع الداخلي للمشهد أو الإيقاع الخارجي من خلال الموسيقى المستخدمة، وتحرص كذلك على أن تكون الانتقالات سلسة إذا كنت تريد أن يكون المونتاج شفافا غير مرئي، ويمكنك استعمال الانتقالات الصادمة التي يكون لها أثر نفسي وحسي مقصود، المهم أن يأتي الربط بين لقطة وأخرى بشكل يخدم الموضوع والإحساس. ضع في بالك أن حضورك الحسي الواعي هو العامل الرئيسي في هذه المرحلة لضبط الإيقاع والموسيقى وحركة الكاميرا. هنا عزيزي محرر الفيديو ينتهي ما يسمى بالمونتاج الإبداعي، ويمكنك أن تسلم العمل تقنيا لمهندس الصوت ومصحح الألوان.. لكن في الغالب أنت من سيكمل بقية المراحل ونقصد هنا:

  • مرحلة المعالجة التقنية والفنية:

في هذه المرحلة ستضيف المؤثرات الصوتية والمؤثرات البصرية، الغرافيزم، وستقوم بالميكساج النهائي وتصحيح ومعالجة الألوان، نشير هنا أن وصولك إلى هذه المرحلة يجب أن يكون بعد الانتهاء بشكل كامل من كل المراحل السابقة، لأن البدء في المعالجة التقنية والفنية قبل الانتهاء من جميع المراحل السابقة يعد تضييعا للوقت والجهد. أنت الآن على أعتاب المرحلة الأخيرة وهي:

  • مرحلة التصدير:

النصيحة الأساسية في هذه المرحلة هي إعادة المشاهدة قبل التصدير، قد تكون نسختك ليست نهائية وبالتالي اجعل النسخة بجودة متوسطة حتى تحصل على الموافقة النهائية، وضع في حسبانك أنه قد توجد مراجعات أو تعديلات طفيفة بعد هذه المرحلة، وهذا يحدث غالبا حين يكون صاحب العمل أو من سيعطي الموافقة النهائية لا يرافقك داخل غرفة المونتاج، بعد حصولك على الموافقة النهائية أو مراجعتك شخصيا للمادة احرص على تصديرها بالإعدادات المعتمدة في معايير البث، سواء كان على القنوات أو المنصات الرقمية، وقم بتجميع مادة المونتاج في قرص صلب تحافظ فيه على ملفك من التلف للرجوع إليه عند الحاجة.

 

أخطاء شائعة:

نختم معكم هذه المحاضرة ببعض الأخطاء الشائعة.. التي يقع بها بعض محرري الفيديو وطرق تفادي الوقوع بها.

  1. أول خطأ شائع: هو عدم وضع تصور مبدئي لتسلسل المشاهد
    لا تجعل ما هو تقني يقود عملك، هناك من يختار الموسيقى ويؤثث بها المشاهد لتتناغم مع إيقاعها، في حين أن اللغة البصرية مفقودة، والنص البصري هو عبارة عن كلمات وجمل اعتباطية. اعتن بنصك البصري، واتقن لغته، ثم حسن إيقاع نصك البصري بموسيقى مناسبة تهذب اللقطات والانتقالات لترفع أثرها النفسي المقصود.
     
  2. الخطأ الشائع الثاني: هو الاعتماد على الذوق..
    ونحن نتكلم عن الموسيقى، لا تكن خياراتك شخصية، اعتمد على المنصّات التي تتيح لك البحث من خلال كلمات مفتاحية تعبر عن ما يتماشى مع طبيعة المضمون الذي تعمل عليه.. فهذه المنصات تتيح لك إمكانية البحث من خلال   الأحاسيس المقصودة sad / happy / drama / ومن خلال طبيعة الإيقاع
    ويمكن أن تبحث أيضا من خلال نوع الآلة الموسيقية أو النوع الموسيقي، فأنت بهذه الطريقة لن تحصر نفسك فيما يعجبك أنت فقط.. وإنما ستفتح الباب أمام عشرات الآلاف من المقاطع الموسيقية، التي ستجد من بينها ما صمم دون قصد ليلائم مشهدك.
     
  3. الخطأ الشائع الثلث: الانفراد بالرأي..
    فعندما تعمل لوحدك، لا تكتف برأيك في عملك، ولا تنشر عملك كنسخة نهائية وأنت لم تستشر من تثق في ذوقهم الفني. والأفضل أن تأخذ رأي زملائك في محطات عملية المونتاج المختلفة، بدءا بحبكة القصة مرورا بالإخراج الفني للحبكة في مرحلة المونتاج وصولا إلى المعالجة التقنية والفنية للنسخة النهائية.
     
  4. الخطأ الشائع الرابع: عدم تخفيف الضغط على برنامج المونتاج..
    أصبح التصوير بدقة 4k عادة دارجة اليوم، لكن ما يهمله محررو الفيديو تقنيا، هو ضرورة تخفيف الضغط على برنامج المونتاج بتحويل المادة الخام إلى جودة ضعيفة Proxy. تجاوز هذه النقطة سيجعل قراءة المادة المصورة على برنامج المونتاج سواء أثناء الاختيار أو المراجعة على الشريط الزمني للمونتاج timeline سيجعلها متقطعة وقد يفسد عليك متعة المونتاج الإبداعي.
    وللعلم فكل البرامج الاحترافية اليوم ضمنت خاصية المونتاج بجودة Proxy ويسهل الانتقال بين الجودة العالية والجودة الضعيفة داخلها بكبسة زر.
     
  5. الخطأ الشائع الأخير الذي نتناوله في هذه المحاضرة، متعلق بمراجعة الصوت والصورة
    استخدم مؤشر الصوت وتأكد من شدة الصوت "بديسيبل"، فأذنك والسماعات التي تستخدم ليست مقياسا لوحدها.
    نفس الشيء بالنسبة لمعالجة الصورة، فالشاشة وعينك قد يخدعانك.. اعتمد على قراءة الصورة من خلال Histogram.. قد يحتاج منك ذلك أن تتقن استخدام هذه الخاصية، وذلك يتطلب دربة وممارسة، لكنه أفضل ويجنبك الوقوع في العديد من أخطاء الصوت والصورة التي نشاهدها على القنوات الفضائية وفي معظم الأفلام بأجناسها المختلفة.

والآن وصلنا إلى نهاية هذه المحاضرة.. أرجو أن تكون قد استفدتم منها

وإلى لقاء قريب في محاضرات ودورات تدريبية أخرى.. هذه تحياتي ودمتم في أمان الله.