محاضرة: المهارات الحديثة في التحليل الرياضي

أهلا بكم في محاضرة: المهارات الحديثة في التحليل الرياضي

في هذه المحاضرة سنتناول أهم المهارات التي يحتاجها الراغبون في صنع التفوق بالأستوديو التحليلي والظهور الجيد واكتساب مهارات فنون الخطاب المتميز.

سيتمكن المتابع من اكتساب مهارات التحضير الجيد، والأساليب والفنيات المتبعة في هذه المهنة، ووضع خطة عمل محكمة، تعتمد في بنائها على وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أحدثت ثورة تجاوزت مفاهيم التحليل الكلاسيكي.

وفي الختام سنتطرق إلى بعض العقبات أو التحديات التي نواجهها وكيفية التعامل معها لتلافي أي مشكلة أثناء التحليل، سواء في البث المباشر أو غير المباشر، من داخل الأستوديو أو من خارجه.

 

التحليل الرياضي هو فن التعامل مع مجريات المنافسة، ونقل المعلومة إلى الجمهور مباشرة من مسرح الحدث بطرق تتناسب مع أفكارهم وأنماطهم الشخصية، مع مراعاة القاعدة الثلاثية:

  • الاقتباس
  • الاختصار
  • التحليل

التحليل موهبة ومهارة ودقة في الملاحظة، وتحديث يومي للمعلومات، يعتمد على التجربة والدراسة والتوظيف الجيد للمعلومات من أجل تقديمها إلى الجمهور بطريقة دقيقة وشيقة وجذابة.

قد يتناول المحلل مجريات المباراة والأحداث البارزة التي شهدتها، لكنه لا يتوقف عند ذلك، بل يتجاوزه إلى ما وراء تلك الأحداث، كيف جرت؟ وما السبب وراءها؟ وهل هي عائدة إلى تقصير من اللاعب أم المدرب أم ضعف في التحضير النفسي والإعداد البدني؟

يتعمق المحلل في تحركات اللاعبين ويقدم للمشاهد معلومات دقيقة تتناول المباراة من زواياها التكتيكية والمهارية والفنية.

ما هي أبرز خطوات التحضير الجيد للتحليل الرياضي؟

قد يخطر ببال أحدنا هذا السؤال.. لذلك نقول إن التحضير الجيد الذي يجب أن يستند إليه المحلل في خرجته الإعلامية يبدأ أولا بالتخطيط المتماسك، ونعني بالتخطيط هنا مرحلة التفكير والتنظيم الذهني للأفكار والملاحظات التي يود المحلل أن يعرضها في مداخلته. عليه أيضا أن يفكر في الطريقة التي سيعرض من خلالها ملاحظاته الفنية، هنا يجب أن يكون المحلل على دراية بالتقنيات التي توفرها له القناة، ووسائل العرض والتحليل المتاحة داخل الأستوديو، وأن يبني خطته استنادا إلى النقاط التالية:

  • إعداد خطة لجمع المعلومات.
  • وضع الفرضيات وتحديد البدائل.
  • السيناريو والسيناريو البديل.
  • رسم الخطة.
  • تحديد طرق التنفيذ.

المرحلة الثانية من مراحل التحضير الجيّد هي مرحلة تحويل الخطة من إطار التصور الذهني إلى نقاط وأفكار عامة مدونة، ولا نعني بذلك طبعا أن يقوم المحلل بكتابة مداخلته ليقرأها على المشاهدين؛ فالمشاهدون ينفرون تلقائيا من القراءة الآلية، وإنما نقصد أن تكون لدى المحلل رؤوس أقلام وأفكار محددة تساعده على تجنب نسيان جانب مهم من جوانب التحليل.. رؤوس الأقلام هذه قد لا يعود إليها المحلل نهائيا، ولكنّ وجودها مهم للتعامل مع احتمالية النسيان الذي هو من طبيعة الإنسان.

بعد تجاوز المرحلتين السابقتين يكون المحلل جاهزا للمرحلة الأخيرة.. أقصد مرحلة التنفيذ. تبدأ هذه المرحلة بالمظهر والهندام والشكل الخارجي؛ يجب أن يكون المظهر ملائما للتلفزيون، فليست كل أنواع القماش مناسبة للشاشة، وليست كل الألوان كذلك.

على سبيل المثال البدلات والأقمصة التي تحمل خطوطا دقيقة تسبب تموجات على الشاشة، وليس من المقبول أن يرتدي المحلل مثل هذه الأقمشة.

الألوان كذلك منها ما هو ممنوع.. كاللون الأخضر مثلا لتعارضه مع بعض التقنيات التي قد تستعمل داخل الأستوديو. الأقمصة التي تحمل شعارات أو نصوصا أو قطعا معدنية ممنوعة كذلك.. وهناك العديد من المعايير التي يضيق المقام عن التفصيل فيها، ولكن يجب على المحلل أن يطلع عليها لضمان ظهوره بالمظهر المناسب.

في التنفيذ سيستند المحلل إلى ما حدده من أفكار ورؤوس أقلام، مع الحرص على أن يؤدي بشكل جيد، وأن يتحدث بلغة واضحة وبسيطة، ويتجنب الحديث باللهجة، فرقعة الانتشار تتسع كلما استخدم المحلل لغة فصيحة يفهمها العربي في المشرق والمغرب.

ما الفرق بين التحليل الكلاسيكي ومهارات التحليل الحديثة؟

سؤال آخر قد تطرحه عزيزي المتابع..

التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال التحليل الرياضي أحدثت ثورة تجاوزت مفاهيم التحليل الكلاسيكي الذي كان يعتمد على الصورة والمشهد وتوصيل المعلومات بطرق تعتمد بشكل أساسي على إبداء الرأي انطلاقا من التجربة والخبرة الشخصية.

اليوم أصبح من الضروري لأي محلل محترف أن يكون متمكناً من الفنيات والمهارات التكنولوجية، وأن يكون على معرفة بما تتيحه الأدوات التقنية من إمكانيات تساعد المحلل في أداء مهمته على الوجه الأمثل، ومن ذلك الاستفادة من التقنيات المتطورة في ملاعب كرة القدم ودورها في مدّ الأستوديو التحليلي بالمعلومات والإحصائيات المهمة في المباراة، من شأن ذلك أن يساعد المحللين في الوصول إلى بنك المعلومات المتعلقة بالمباراة عبر التطبيقات والبرامج الرقمية المصممة لهذا الغرض تحديدا، والتي توجد غالبا في ما بات يعرف بالأستوديوهات الذكية.

يستفيد المحلل المحترف من قواعد البيانات الضخمة التي تحتوي على لقطات فيديو للاعبين من جميع أنحاء العالم، فهذا لا يساعده على معرفة عميقة باللاعبين والمنتخبات والأندية فقط، بل يعطيه أيضا فكرة شاملة حول مسار سرعة كرة القدم العصرية.

استخدام هذه البيانات الضخمة ومعالجتها عن طريق الذكاء الاصطناعي تمدّ المحلل بمعلومات قد تفوت حتى على أكثر المدربين حنكة في عالم كرة القدم؛ فقدرة التقنيات على الإحاطة الشاملة بمختلف جوانب وحيثيات اللعبة، وتحليل كمية هائلة من البيانات في آن واحد وفي وقت وجيز، لا تمكن مقارنتها بأداء شخص مهما كان. وأغلب الخبراء والمدربين يعتمد على هذه التقنيات في بناء الخطط ودراسة أداء لاعبيه ولاعبي الفريق المنافس، للوقوف على مكامن القوة والضعف لديه ولدى منافسيه ووضع الخطة المناسبة وفق تلك المعطيات.

ومن أهم التقنيات اللوجيستية التي توفرها بعض الفضائيات للمحللين في الأستوديو التحليلي تكنولوجيا المعلومات التي جعلت الوقت الذي يفصل بين المحلل ووصوله إلى المعلومة التي تساعده في أداء مهمته تقاس بالثانية، باستعمال البرمجيات (Software) كأنظمة التشغيل (Operating Systems) والبرامج التطبيقية ((Application Programs والشبكات الرقمية بمختلف أنواعها.

ومن الأدوات الرقمية المتاحة للمحلل داخل الأستوديو التحليلي نظام الشرح المباشر عبر اللمس وتفسير التحركات والأخطاء، وهو نظام تفاعلي يشارك فيه المتلقي ويبدي رأيه عن بعد، ويحكم من خلاله على قوة المحلل ودرايته التقنية.

هناك الكثير من المواقع والتطبيقات التي تقدم معلومات قيّمة تساعد المحلل في أداء مهمته، ومن هذه التطبيقات على سبيل المثال:Soccer STATS  وهو تطبيق بريطاني  له مصداقية كبيرة يوفر كمية ضخمة من البيانات والإحصائيات المهمة. لدينا أيضا: موقع  365Scores - Live Scores وتطبيق one football  وتطبيق Goal Live Scores .

وبموازاة الاطلاع والمعرفة بهذه البرامج والتطبيقات والمواقع الرياضية الموثوق بها، ينبغي أن يمتلك المحلل خبرة عميقة جدا بقانون كرة القدم.. فهذا القانون يتجدد باستمرار كما تعلمون؛ لذا ينبغي للمحلل أن يطلع على التحديثات التي تطرأ على القوانين الضابطة للعبة؛ لأن فهم ومواكبة قواعد اللعبة يساعد في التعامل مع السيناريوهات الفعلية والافتراضية على أرض الميدان من زاوية قانونية، ويعين على التفريق بين الأخطاء الفنية والسلوكية، ويجعل المحلل قادرا على مناقشة وتحليل قرارات الحكام وتبيين الخطأ منها والصواب، والمبني على السلطة التقديرية للحكم.

وحين تغيب المعرفة بهذه القوانين فإن المحلل قد يبدي رأيه في حالة من الحالات التحكيمية مستندا إلى معرفة بنسخة قديمة من القانون، وهنا يقع في المحظور، فيسبب حرجا لنفسه وللقناة التي تستضيفه.

قد ينتقد مثلا سماح الحكم لفريق معين بإجراء أكثر من ثلاثة تغييرات، معتبرا أن هذه مخالفة للقانون، ولو اطلع على عدد التبديلات المسموح به في القانون الجديد لتجنب الوقوع في هذا الخطأ، الشيء نفسه قد يحدث للمحلل خلال تعامله مع قانون التسلل، وهو أحد القوانين التي تواجه انتقادات كثيرة في الآونة الأخيرة.

يعتقد البعض أن الفيفا هي الجهة المسؤولة عن تحديث قوانين كرة القدم، وهذه معلومة غير دقيقة؛ فالمجلس التشريعي الدولي المعروف اختصارا بـ إيفاب (IFAB) هو المسؤول عن إصدار التشريعات وقوانين اللعبة، وليس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA).

على المحلل الرياضي أن يبقى متابعا للتحديثات التي يصدرها الـ "إيفاب" ليظل مواكبا للأحداث، فمع بداية الموسم 2021 - 2022 أصدر إيفاب النسخة الجديدة من قانون كرة القدم الذي يتضمن17 مادة، وقد شهد هذا القانون تغييرات جذرية منذ مونديال روسيا 2018، حيث استحدثت أبواب جديدة بعد اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، وأدخل على ملاحظات قانون كرة القدم تعديلان هما: اعتماد القياس بالوحدة المترية في حال وجود اختلاف بينها وبين وحدات القياس الإنجليزية، إضافة إلى استبدال كلمات (إشارة أو إشارات، أو إيماءات) الواردة في المواد 4 و6 و12 بكلمات "فعل أو أفعال، أو تصرف".

المعرفة بقواعد وقوانين اللعبة وجزئياتها الصغيرة هي ملاذ المحلل حين يتلقى سؤالا صعبا أو يواجه حالة فنية معقدة.. ولكن قد تسأل عزيزي المتابع:

كيف يراكم المحلل معرفة وثقافة رياضية تؤهله لخوض غمار التحليل الرياضي بكفاءة واقتدار؟

يبني المحلّل ثقافته الرياضية ومعرفته بتفاصيل اللعبة من خلال تجربته السابقة كلاعب أو كمدرب، أو من خلال دراسته.

متابعة البطولات العديدة وتجميع المعلومات المتعلقة بها، واطلاع المحلل على ما يدلي به زملاؤه المحللون من جنسيات ومشارب مختلفة مفيدة له أيضا، أضف إلى ذلك الالتحاق بالدورات التدريبية للاستفادة من التجارب الملهمة والاطلاع على أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في مجال التحليل الرياضي لتنمية المهارة وتعميق المعرفة.

 

المواصفات الشخصية للمحلل الرياضي

ننتقل الآن إلى المواصفات الشخصية للمحلل الرياضي.. فإلى جانب المعرفة بالقانون ينبغي أن يتصف المحلل بمواصفات تمكنه من أداء عملية التحليل على النحو الأمثل، ومن هذه المواصفات أن يلج إلى مجال التحليل على وجه التخصص، وليس عليه أن يكون لاعبا أو مدربا سابقا بالضرورة، فقد يراكم تجربة ومعرفة ودراية عميقة بهذا المجال دون أن تكون لديه تجربة عمل على المستطيل الأخضر.

يجب كذلك أن يتصف بالفصاحة والقدرة على التعبير بجمل سلسلة وأفكار واضحة، هذا إلى جانب تمكنه من الإسهاب والاسترسال في المواضع التي تتطلب ذلك، والتعليق بأوجز المفردات والجمل التي تحيط بما يود التعبير عنه دون إخلال بالمعنى إذا دعت الضرورة، وهذه مهارات بلاغية إذا أضيفت إلى بقية الصفات التي ينبغي للمحل الاتصاف بها جعلته من أميز وأكثر المحللين جذبا لانتباه الجمهور.

ومن صفات المحلل الرياضي الجيد:

  • أن يكون صاحب شخصية إيجابية مؤثرة.
  • الاعتناء بالهندام والمظهر العام.
  • المعرفة بمجاله والاطلاع التام على أدق تفاصيله.
  • أن يكون متواضعا.. يسعى دائما إلى التعلم والاستفادة من تجارب الآخرين.
  • القدرة على التعامل بكفاءة مع البرمجيات والتقنيات الحديثة.
  • أن يحترم قواعد النقاش، فينتظر دوره في الحديث دون أن يقاطع زملاءه في الأستوديو.
  • القدرة على التعبير عن اختلافه مع طرح أحد الزملاء باحترافية واحترام.

 

عقبات وتحديات

نختم معكم هذه المحاضرة ببعض العقبات أو التحديات التي قد تعترض طريق العاملين في مجال التحليل الرياضي، مع بعض النصائح التي تساعد في تجاوزها.

أولا عدم التحضير الجيد:

قد نلاحظ على المحلل علامات الارتباك، كارتعاش الصوت وعدم وضوح مخارج الحروف وتتابع الأخطاء اللغوية وتضارب الكلام وتناقضه أحيانا..  وهذه نتيجة منطقية لعدم التحضير الجيّد الذي هو أحد أسرار النجاح.

أي محلل يدخل إلى الأستوديو ستكون خرجته الإعلامية محكومة بمستوى التحضير الذي قام به؛ لهذا ننصح كل محلل أن لا يضيع هذه الفرصة من بين يديه، وأن يعطي مرحلة التحضير ما تستحقه من اهتمام ووقت وجهد، وسيجد نتيجة ذلك على الهواء. فالمحلل المستند إلى معلومات دقيقة وأفكار مرتبة بتسلسل منطقي لن يكون كمن يأتي إلى الأستوديو التحليلي بيدين فارغتين؛ ليقدم معلومات غير موثوق بها، وأفكارا مبعثرة، مسيئا بذلك لنفسه، ولسمعة القناة التي تستضيفه.

وأنصحكم بالعودة إلى أساليب التحضير التي عرضناها في بداية هذه المحاضرة لمعرفة كيفية التحضير الجيد التي ينبغي للمحلل الرياضي أن يقف عندها قبل أن يقف أمام عدسة الكاميرا.

لدينا أيضا الارتباك ورهبة الأستوديو.. فالخوف من التحدث أمام الكاميرا، أو ما يطلق عليه رُهاب الكاميرا، أو فوبيا الكاميرا الذي يتمثل في عدم الراحة وغياب الثقة بالنفس والأداء، والخوف من عدم الظهور الجيد، من الأمور التي قلّما يسلم منها أي محلل رياضي، والتعامل مع هذه المخاوف يجب أن يكون بشكل طبيعي؛ لأن الكاميرا ماهي إلا أداة انعكاس كالمرآة تماما، وانعكاسنا داخل الكاميرا يأتي في الغالب بنتائج متضاربة مع توقعاتنا الشخصية في المرة الأولى.

وللتغلب على هذه المشكلة ينبغي للمحلل أن يعود مجددا إلى التحضير الجيد، فالإلمام التام بالموضوع من زواياه المختلفة يساعد في زيادة الشعور بالثقة بالنفس، ويرفع من مستوى الأداء.

ألا ترى عزيزي المتابع أن الطالب الذي يدخل قاعة الامتحان مستندا إلى أوقات طويلة من المراجعة والتحضير، ومعتمدا على معرفة تامة بكل الموضوعات التي من المحتمل أن يمتحن فيها لن يكون حاله كذلك الطالب الذي يلج إلى القاعة خائفا يترقب؟ إذن فالتحضير هو السر، وبتكرار التحضير والوقوف أمام الكاميرا ستختفي بشكل تدريجي هذه المشكلة.

لا تسلط سهام النقد على نفسك.. من الجيّد أن يراجع المحلل أداءه وأن يبحث عن نقاط ضعفه لتقويتها وعن نقاط قوة للاستثمار فيها، ولكنّ نقد الذات الدائم يفضي إلى زعزعة ثقة المرء بنفسه، ويجعله دائما عرضة للارتباك والوقوع في الأخطاء. وعلى العكس من ذلك تماما فالأفكار الإيجابية تساعد على إيمان المحلل بمهاراته ومعارفه، وتجنبه الارتباك والقلق.

هناك كذلك الاهتمام بالشكل على حساب الجوهر.. فمظهرك العام، وشخصك المعروف في عالم كرة القدم كلاعب سابق مشهور، أو كمدرب، أو خبير رياضي، هذه مجرد عوامل مساعدة. عندما تطل على الجمهور عبر الشاشة لتحليل مباراة ما، فإن الذي سيركز عليه المشاهد هو رأيك في مجريات اللقاء، وموقفك من الأحداث المعقدة التي قد تتضمنها المباراة.

يجب أن يكون هذا الرأي مدعوما بالمعرفة العميقة، والدليل المنطقي، أما إن لم يكن كذلك، فلن يساعدك الشكل في كسب ثقة الجمهور التي ستفقدها مع توالي الأخطاء وتكرارها.

أخيرا.. لدينا عدم تحديث المعلومات؛ فالأخطاء التي يقع بها العديد من المحللين الرياضيين مردها غالبا هو الاعتماد على الخبرة السابقة والمعارف التي تراكمت لديهم بعد أعوام من اللعب للأندية والفرق، أو العمل في ميدان التدريب، لكن التوقف عند المعارف السابقة دون تعزيزها بمهارات ومعارف جديدة يجعل المحلل متخلفا عن عالم التحليل الرياضي؛ فالقوانين تتجدد، وكرة القدم تتغير باستمرار، والمهارات الحديثة في التحليل الرياضي محكومة بقانون التطور. والمثل يقول: "إن المعرفة التي لا ننميها كل يوم.. تتضاءل يوما بعد يوم"..

إلى اللقاء.