مساق: تحقيقات المصادر المفتوحة.. أدلة تُجمع دون مغادرة المنزل

لا يمكن للصحفي أن يضمن "الحقيقة" دائمًا، ‫لكنّ الحصول على الحقائق الصحيحة ‫هو المبدأ الأساسي للصحافة.
خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في العام 2021، تعمّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تضليل الصحفيين، وأوهمهم بأن هناك اجتياحا بريا للقطاع.
كان علينا في وكالة سند أن نتحقق من ذلك قبل نشره ومشاركته مع الجمهور، خاصة وأن وكالات عالمية نشرت الخبر بالفعل.

كثيرةٌ هي الأدلة التي يمكن جمعها ‫دون مغادرة المنزل أو المكتب الذي تعمل فيه، ومن بينها معلومات المصادر المفتوحة ‫وصور الأقمار الصناعية، والسجلات العامة ‫ووسائل التواصل الاجتماعي.
لكن لماذا نستخدمها؟ ومتى نلجأ إليها؟
إنها تساعدنا على مواجهة تحديات الحصول على المعلومة.

غالبًا ما يواجه الصحفيون مشكلات ‫تعيق ولوجهم إلى موقع محدد، ‫وأحيانًا المخاوف الأمنية ‫تجعل الأمر خطرًا جدًا، ‫وفي حالات أخرى ‫قد يواجه الصحفيون عقبات إدارية ‫تمنعهم من دخول مناطق معينة، ‫أو ربما سلطة ما تريد منع الكشف عن الانتهاكات ‫فتغلق مناطق معينة وتحظر الدخول إليها.

معلومات المصادر المفتوحة ‫قد تكون أداة مفيدة ‫للتحايل على هذه التحديات وجمع الأدلة.
‫ عندما يكون الولوج الفعلي مستحيلًا، ‫قد تساعد معلومات المصادر المفتوحة ‫على التأكد من الشهادات.

‪هذا هو مساقنا السادس، وسيكون عن تحقيقات المصادر المفتوحة، و‫هي نقطة انطلاق للذين يؤمنون ‫بقوة المعلومات كدليل.
في هذا المساق سنتعرّف على آليات التحقق والرصد الإخباري وتطويع بعض الأدوات في سبيل الوصول إلى المعلومة الصحيحة.

‫سيساعدك هذا الدليل العملي على استخدام التكنولوجيا لجمع البيانات، ‫وفرزها والتحقق منها، وتحليلها، ‫ومراجعتها مع المعلومات ‫التي جُمعت من المصادر المتاحة للعامة ‫بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ‫ومواقع مشاركة الفيديوهات والصور ‫وأدوات رسم الخرائط ‫وصور الأقمار الصناعية.
والأهم من كل ذلك أننا سنتوقف خلال هذه الرحلة عند نقاشات عميقة حول الاستخدام الأخلاقي لهذه المصادر، وكيف يمكن أن تساهم في حجب جزء من الحقائق عن مدققي المعلومات، وقيود التثبت عبر المصادر المفتوحة من ذلك التعامل مع الادعاءات التي تتطلب إلماما بالسياق وتحليل معلومات غير نصية.